حراك الجامعات الأمريكية لدعم فلسطين

أصدر «أساتذةُ وموظفو جامعة ديوك الداعون إلى العدالة من أجل فلسطين» البيانَالثاني الداعم للمظاهرات الاحتجاجية في جامعات نيويورك. فيما امتنعت المنصّة الخبرية لجامعة ديوك (The Chronicle: The independent news organization of Duke University) مرةً أخرى من نشر بيان هذا التنظيم الجامعي التقدّمي، ليكونبذلك اختباراً آخر لانتهاك حرية التعبير عن إدانة الصهيونية في هذه البلاد. إنَّ دعوات طلّاب جامعة كولومبيا ومعارضتهم الصريحة لِسياسة الإبادة الجماعية والفصل العنصري واحتلال فلسطين، ولا سيما غزّة، من قبل حكومة إسرائيل، واحتجاجهم على الدعمالعسكري والاقتصادي والفكري المفتوح وغير المشروط، والذي تقدّمه الحكومة الأمريكية لإسرائيل، كلّ ذلك يذكّر بالاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام للأجيال السابقة من هؤلاء الطلاب، ومن ثم تمثّل مرحلةً ذهبيةً من الاحتجاجات المدنية لجيل الشباب الأمريكي ضدّ السياسة الخارجية في هذه البلاد. إنَّ جيل الشباب والجامعات الأمريكية قد وضعوا أيديهم على موضع بالغ الحساسية: تبعية إدارة الجامعات إلى المنظمة الصهيونية والعلاقة المتماسكة والوطيدة بين الأمبريالية والصهيونية.

إنَّ الحراك الجامعي الأمريكي يدعو إلى العدالة والحرية ويناهض الصهيونية والحرب، ولكنّه ليس مناهضاً لِليهودية مطلقاً. في حين تعبّر الدعاية الرسمية في أجهزة الإعلام عن الاحتجاج على الصهيونية وإسرائيل بوصفه معاداة لِلسامية (Anti-Semitism). ولكنَّ جيل الشباب والوسط الطلابي الأمريكي يصدح بظلامة فلسطين.

لقراءة البيان بلغته الأصلية انقر هنا.

أساتذة وموظفو جامعة ديوك الداعون إلى العدالة من أجل فلسطين، يقفون في معسكر التضامن مع غزة

«أساتذة وموظفو جامعة ديوك الداعون إلى العدالة من أجل فلسطين» يدينون وتيرة القمع المتصاعدةللطلاب في كولومبيا وبارنارد، متضامنين مع تشديد الاحتجاجات الطلابية، ويطالبون بقطع التبعيات المؤسساتية لمرتكبي الإبادة الجماعية والاحتلال الإسرائيلي.

22 نيسان/ أبريل 2024

درم، كارولاينا الشمالية

يُدين «أساتذة وموظفو جامعة ديوك الداعون إلى العدالة من أجل فلسطين» بأشدّ العبارات القمع العنيف وتجريم الطلاب والناشطين والمنظّمين في جامعة كولومبيا وكلية بارنارد الذين صعّدوا من وتيرة احتجاجاتهم لإيقاف عمليات الإبادة الجماعية في غزة، فلسطين. ونعرب عن إعجابنا العميق بالإجراءات الشجاعة التي قام بها المنظّمون الطلابيون الذين أنشأوا «مخيم التضامن مع غزة» في 17 أبريل 2024، احتجاجاً على الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة للفلسطينيين ولِلدعوة إلى اتخاذ إجراءات في الحرم الجامعي لإنهاء تبعية الجامعات لإسرائيل.

لقد اتخذت إدارتا كولومبيا وبارنارد –في الأيام القليلة الماضية- إجراءات غير متوقّعة لمعاقبة طلابهما. وقد شمل ذلك دعوة شرطة نيويورك لتنفيذ عمليات اعتقال واحتجاز عنيفة لأزيد من 100 طالب؛ وحظر عشرات الطلاب الناشطين، ومنع ما لا يقل عن 50 طالبًا من دخول مباني الحرم الجامعي وطردهم من الأقسام الداخلية.

ينبغي للجامعات أن تكون أماكن لتنمية التفكير النقدي والفهم العميق وحرية التعبير. ولكن بدلاً من ذلك، تعتمد الجامعات والكليات هنا، في ولاية كارولينا الشمالية، وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة، مئات طرق التجريم من أجل قمع الأصوات المناهضة لِلهيمنة وقمع الاحتجاجات السلمية التي يمارسها الطلاب والموظفون وأعضاء هيئة التدريس.

وإذ ينهض الطلاب في الجامعات الأهلية والحكومية في جميع أنحاء العالم وينظّمون أنفسهم، نشهد مثل هذه الأعمال القمعية والرقابية وفرض العقوبات، بما في ذلك في جامعة ديوك، وذلك تحت ستار عناوين خدّاعة من قبيل “الأمن” و”السلامة”. لقد لاحظنا أن هذه المخاوف تتماشى والمصالح الصهيونية والإسرائيلية، مما يؤدي إلى تهميش مجموعات كاملة من الطلاب والأكاديميين والموظفين من جميع الطبقات والخلفيات الدينية والعرقية الذين يحاولون التحدث أو التنظيم من أجل التحرير الفلسطيني ولمناهضة الاتّباع المؤسسي العميق [بين الجامعات والشركات] التابعة [لإسرائيل].

نحن ندعم نظرائنا المنضمّين لهذه التجمعات، من أساتذة وموظفين داعين إلى العدالة من أجل فلسطين في كولومبيا وبارنارد وكلية المعلمين (FSJP-CBT)، في دعوتهم لمقاطعة [كافة] الأحداث الجامعية وإعادة افتتاح الجامعة. إلى أن تُلبّى جميع مطالبهم وتوقف إدارةُ الجامعة «الإجراءات الانضباطية ضدّ الطلاب» ؛ و«طبقاً لِرأي اللجنة الاستشارية يتم العمل بالمسؤولية الاجتماعية المتمثلة بـ[لزوم حماية جامعة كولومبيا من الفصل العنصري والاحتلال والإبادة الإسرائيلي]»؛ «وانسحاب عناصر شرطة نيويورك من داخل الحرم الجامعي في مورنينغ سايد إلى خارج الجامعة»؛ و«استعادة نشاط شعبة “الطلبة الداعين إلى العدالة من أجل فلسطين”، و”صوت اليهود من أجل إعادة السلام” في كولومبيا».

ونؤكّد مطالب التحالف الطلابي «جامعة كولومبيا لنزع الفصل العنصري/CUAD» حول الشفافية ونزع الفصل العنصري والعفو، ونساند موقفهم.

وندعم بثبات ومن دون أيّ شروط النشطاء الطلابيين والمنظمين في جامعة ديوك ونتعهد بحمايتهم في كل خطوة أثناء احتجاجهم ومناهضتهم للإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين.

وبوصفنا أعضاء في «الشبكة الوطنية للأساتذة الداعين إلى العدالة من أجل فلسطين» نؤكّد المطالب الآتية:

السماح لجميع الجامعيين، ولا سيما الطلاب، للتعبير بحرية عن أفكارهم وآرائهم بدلاً من قمعهم.
وجوب إخلاء الجامعات من عناصر الشرطة، ومنع الشرطة والقوّات المسلحة من الدخول إليها.
وضع سياسة وخطوات تمهيدية لحماية حرية التعبير في المستقبل، ولا سيما التعبير والرأي المختلف.
التعامل بجدية مع مطالب الجامعات والكليات الداعية إلى قطع الارتباط والتعاون مع الشركات التي تدعم القطّاع الصناعي-العسكري وعنف الدولة الإسرائيلية والإبادة الجماعية والفصل العنصري والاحتلال؛ و
التعامل بجدية مع مطالب الجامعات والكليات حول مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية من خلال حملة BDS.

إننا نجلّ ونقدّر نضال الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة وفي الشتات في جميع أنحاء العالم من أجل حقّهم في تحديد المصير والحرية والعودة إلى أرضهم. ونواصل الدعوة، كما فعلنا من قبل، إلى الإنهاء الفوري والدائم لِلحصار والإبادة الجماعية التي طال أمدها في غزة (والآن في شهرها السابع) والتي ترتكبها إسرائيل، بدعم عسكري واقتصادي وأيديولوجي أمريكي؛ ونطالب بإنهاء الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في سائر مناطق فلسطين، وخاصة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.