السيرة الذاتية

 

محسن كديور (المولود في حزيران 1959 في مدينة فسا بمحافظة فارس الإيرانية)، كاتب ومفکّرٌ ومتخصصٌ في الفلسفة واللاهوت والفقه، وأستاذ باحث في جامعة ديوك (Duke University) (مدينة دورهام، كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة)، وباحث في المركز القومي للعلوم الإنسانية (National Humanities Center) للعام الدراسي 2019-2020، (في حديقة مثلث البحوث (RTP) في كارولاينا الشمالية).

شرع في عام 1978 بدراسة هندسة الكهرباء والاتصالات بجامعة شيراز، من دون أن يكمل دراسته في هذا التخصص. حتّى بدأ بدراسة العلوم الإسلامية في تشرين الأوّل 1980 في شيراز، وأكملها في حوزة قم العلميّة بدءاً من حزيران 1981. وقد شرع بدراسة السطوح العالية بدءاً من عام 1984، وبلغ مرحلة البحث الخارج بدءاً في تشرين الأوّل 1987. كان أبرز أساتذته في العلوم النقلية والعقلية كلّ من الشيخ حسين علي منتظري نجف آبادي والشيخ عبد الله جوادي آملي. وبعد سبعة عشر عاماً من الدراسة الحوزوية وأثناء عزمه على الرحيل من قم إلى طهران في آب 1997، نال درجة الاجتهاد من لدن أستاذه الشيخ منتظري.

حاز على شهادة الماجستير في اللاهوت والمعارف الإسلامية في عام 1993 من مركز “تربيت مدرس” في جامعة قم؛ فيما حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة والحكمة الإسلامية من جامعة تربيت مدرس بطهران في عام 1999. تناول في أطروحته لنيل الدكتوراه آراء الفيلسوف الإيراني آغا علي المدرس الطهراني (ت:1307هـ) في الحكمة المتعالية، إذ كان عنوان أطروحته (آراء آغا علي المدرس الطهراني المبتكرة في الحكمة المتعالية، دراسة نقدية)، وقد أشرف على كتابتها الدكتور غلامحسين ابراهيمي ديناني.

درَّسَ كديور العلوم الحوزوية في حوزة قم العلمية، حيث كان يلقي دروسه في المدرسة الرضوية بدءاً من عام 1983، وفي مدرسة السيد الكلبايكاني بدءاً من عام 1990. فقد درَّسَ على مدى أربعة عشر عاماً النقليات والعقليّات معاً؛ إذ درّس من النقليّات: المقدّمات والمعالم وأصول الفقه وشرح اللمعة وفرائد الأصول والمكاسب المحرّمة وكفاية الأصول؛ وفيما يتعلّق بالعقليّات درّسَ شرح المنظومة وتجريد الاعتقاد وبداية ونهاية الحكمة والشواهد الربوبية.

وخلال الفترة الممتدة ما بين ربيع 1992 إلى شتاء 1998 عمل أستاذاً زائراً في كلّ من جامعة الإمام الصادق وجامعة الشهيد بهشتي وجامعة تربيت مدرّس في مرحلة الماجستير؛ وعمل أستاذاً في قسم الفلسفة بجامعة المفيد بمدينة قم في مرحلة الليسنانس خلال الفترة الممتدة ما بين عام 1993 و 1997.

وبدءاً من صيف 1987 أخذ كديور يشكك في صحّة بعض السياسات الحكومية العامة في إيران، وعند مشاركته في الاستفتاء على التعديل الدستوري صَوَّتَ بـ«لا». مُنِعَ من التدريس في جامعة الإمام الصادق بطهران بدءاً من عام 1998. وفي العام نفسه وعند ترشّحه للدورة الثالثة من انتخابات مجلس خبراء القيادة عن محافظة طهران رفض الفقهاء في مجلس صيانة الدستور أهليته لهذا الترشيح.

وبعد خطابه في ليالي القدر في كانون الثاني 1999 بمدينة اصفهان حول الحرمة الشرعية لعمليات الاغتيال، (احتجاجاً على الاغتيالات المتسلسلة آنذاك)، وحواره الصحفي المفصّل مع جريدة خرداد وتوجيهه النقد لأداء الثورة الإسلامية في عشية ذكراها العشرين (شباط 1998)، اعتُقِلَ بأمرٍ من محكمة رجال الدين غير القانونية في آذار 1998 وحُكِمَ عليه بالحبس لمدة ثمانية عشر شهراً بتُهمة التبليغ ضدّ النظام ونشر الأكاذيب بقصد تشويش الأذهان العامة. صدرت الوثائق المتعلقة بهذه المحاكمة ودفوع كديور في كتاب بهاى آزادى [ثمن الحرية] في عام 1999. وبعد تحمّله مدّة الحبس كاملةً أطلق سراحه من سجن إيفين في 16 تموز 2000.

ومما يُذكر بهذا الصدد بأن كديور قبل عشرين عاماً على محكوميته اعتُقِل في نيسان 1979 من قبل عناصر السافاك، وذاق في عادل آباد بشيراز تجربته الأولى في الحبس بتُهمة الإخلال في النظام العام والتآمر ضدّ الأمن القومي.

عُيَّن كديور في تشرين الأوّل 2000 أستاذاً مساعداً في قسم الفلسفة بجامعة تربيت مدرس؛ وسافر إلى الولايات المتحدة بدءاً من حزيران لغاية كانون الأوّل 2001 بدعوةٍ من برنامج الفقه الإسلامي في كلية الحقوق بجامعة هارفارد. وفي آب 2005 جرى تثبيته رسمياً في وظيفته الجامعية. وفي حزيران 2007 انتقل إلى مركز دراسات الحكمة والفلسفة في إيران. وفي حزيران 2008 ترقّى من مرتبة الأستاذ المساعد إلى مرتبة الأستاذ المشارك.

وفي أيلول 2008 وبدعوةٍ من قسم الدراسات الدينية في جامعة فرجينيا بمدينة شارلوتسفيل، ذهب كديور للولايات المتحدة لغرض التدريس. وعمل بدءاً من خريف 2009 حتّى ربيع 2015 باحثاً زائراً وأستاذاً في قسم الدراسات الدينية في جامعة ديوك بمدينة دورهام في ولاية كارولاينا الشمالية.

وفي حزيران 2011 صدر عن مركز دراسات الحكمة والفلسفة في إيران وعن وزارة العلوم في الجمهورية الإسلامية قرارٌ إداريّ يقضي بفصل كديور مِن موقع عمله، واقصاءه الدائم عن الوظيفة الحكومية بتهمة “نشر مقالات مسيئة ضد أركان نظام الجمهورية الإسلامية المقدّس، ومقام الوليّ الفقيه وشخص القائد المعظّم والتبليغ ضدّ النظام”، وكذلك للغياب غير المبرَر.

وفي خريف 2014 أصبح أستاذاً لكرسي كوهين الخاص بالأستاذ الزائر المتميز في جامعة كارولاينا الشمالية في مدينة تشابل هيل. واختير زميلاً في مجلس كارنيغي للأخلاقيات في الشؤون الدولية بدءاً من آب 2012 حتّى كانون الأوّل 2014. شارك في أكثر من ستّين مؤتمر وندوة دولية في الجامعات الأمريكية والكندية والأوربية وهكذا في استراليا واليابان وشمال افريقيا، وألقى خلالها العديد من المقالات والمحاضرات. عمل كديور بدءاً من خريف 2015 أستاذاً باحثاً في مجال العلوم الإسلامية في قسم الدراسات الدينية بجامعة ديوك، للتدريس في مرحلتَي الليسانس والدراسات العليا. وقد عمل باحثاً بمعهد الدراسات المَتقدمة في برلين (WiSSenschaftskolleg) خلال شتاء وربيع 2017، واختير للعام الدراسي (2019_2020) محققاً في المركز الوطني للعلوم الإنسانية في ولاية كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة.

كتاب (نظريات الدولة في الفقه الشيعي) هو باكورة أعمال كديور في مجال التأليف الذي صدر في عام 1997. وقد صدر له حتّى عام 2009 ثمانية عنوانات (في 12 مجلّد) وكالآتي: الحكومة الولائية، دفتر العقل، مجموعة مصنفات الحكيم المؤسس آغا علي المدرّس الطهراني (في ثلاثة أجزاء)، مصادر العلوم العقلية (في ثلاثة أجزاء بالتعاون مع محمّد نوري)، هواجس الحكومة الدينية، الرسائل السياسية للخراساني، وحقّ النّاس: الإسلام وحقوق الإنسان. أعيد طبع بعض هذه العنوانات مرّات عدّة.

وفي منتصف عام 2009 حُظِرَ كديور في إيران من نشر كتاباته خلافاً للقوانين النافذة في بلده؛ وهكذا حُجِبَ موقعه الالكتروني في الشبكة المعلوماتية، ومُنِعَت في إيران إعادة طباعة مؤلفاته السابقة، وكذلك منع إدراج أيّ مقالٍ أو نصّ له في الصُّحُف والمجلات الإيرانية. لذا استأنف نشر أعماله ومؤلفاته منذ بدايات العام 2010 في إطار الكتب الالكترونية، وأصدر حتّى الآن ثلاثة عشر كتاباً الكترونياً، وكالآتي: في محضر الفقيه الحُرّ، الشريعة والسياسة: الدين في المجال العام، الحكومة الانتصابية، في رثاء الفقيه النقيّ، وثائق حول انفصام شرعية الثورة، آذري قمي ما بين الصعود والهبوط، الثورة والنظام في دائرة النقد الأخلاقي، استجواب القائد، ابتذال مرجعية الشيعة: تساؤلات حول مرجعية القائد، عقوبة الارتداد وحرية العقيدة، النداء الأخضر: دراسة حول أحداث الحراك الشعبي في إيران المعروف بالحِراك الأخضر، انحراف الثورة، يفعلون ما يشاءون باسم الإسلام. كُتِبَت حول غالب هذه الكتب كثير من المراجعات والدراسات والانتقادات.

لكديور آراء جديدة في مجال اللاهوت والفقه والفكر السياسي الشيعي. وإن موضوعات من قبيل الإصلاح البنيوي للتراث الإسلامي والتشذيب الجذري للفكر الشيعي وجدلية التراث والتجديد تشكّل اهتماماته الفكرية الأساسية.

أيلول 2019

نبذة من آراء محسن كديور