الترجمات العربية لكتاب نظريات الحكم في الفقه الشيعي

 

صدر كتاب “نظریه‌های دولت در فقه شیعه (اندیشه‌ی سیاسی در اسلام ۱)” بلغته الأصلية في آذار 1997 عن منشورات نِـيْ بطهران، وهو أوّل كتابٍ يُنشَر لمحسن كديور.

صدرت حتّى الآن ترجمتان لهذا الكتاب؛ وفي الوصف الآتي الترجمة العربية الأولى:

_ الشیخ محسن کدیفر، نظریات الحکم في الفقه الشیعي: بحوث في ولایة الفقیه، مع مقدمة رشا الامیر و لقمان سلیم، بیروت، دارالجدید، 2000 م، 206 صفحة. (صدرت هذه الترجمة بإذن المؤلف، وكتب لها مقدّمة خاصّة للطبعة العربية.)

وقد تزامن صدور هذه الترجمة مع الفترة التي كان فيها كديور يقضي مدّة حبسه غير القانونية البالغة ثمانية عشر شهراً في سجن إيفين.

مقدمة للطبعة العربیة بقلم المؤلف:

باسمه تعالى شأنه

هذا الكتاب، نظريات الحكم في الفقه الشيعي، خطوة متواضعة للتعريف بأهم الآراء السياسية لفقهاء الشيعة. فمن المفارقات التي تستحق التوقف عندها أن الفقهاء، وهم مَن هم تأثيراً في المجتمعات الشيعية، قليلاً ما عملوا على تدوين وجهات نظرهم في السياسة والحكم.

على هذا فإن تَشَكُّلَ الحكومة الدينية في إيران، وتصدُّر علماء الدين والفقهاء سدّة الحكم، جعلا مِن الفقه الشيعي ملازماً لنظرية واحدة في الحكم، حتّى أضحى الاعتقاد راسخاً بأن النظرية السياسية الوحيدة في فقه الشيعة هي «ولاية الفقيه التعيينية المطلقة.»

هذا الكتاب، مِن خلال مطالعة متأنية للأدبيات الشيعية، يحاول أن يُبيّن كيف أن الفقهاء الشيعة اقترحوا حتّى الآن ما لا يقلّ عن تسع نظريات مختلفة في باب الحُكم. بل إن النظرية الرسمية (الحاكمة) تطلب، للوقوف عليها بدقّة، أن تُقرأ في ضوء النظريات الأخرى وتقارن بها. ولأن هذه النظريات لم تَنَل حظّها من الاختبار ومِن التحقق العملي، بقيت مجرّد نظريات ذهنية ومادّة خاماً غير مشذبة، في حين أن الفلسفة السياسية لا تتطور وتتألق إلا بالنقد والاختبار العملي.

على أيّ حال، وممّا يستحق التنبيه عليه، أن الفلسفة السياسية الشيعية شهدت نمواً وتطوراً ملحوظَين بفضل انخراط علماء الدين في ميادين الشأن العام. وبطبيعة الحال فلقد كان قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستقرارها على يد آية الله الخميني مِن أبرز عوامل هذه التطور.

في هذا الكتاب يكتفي المؤلف باستخراج تلك النظريات وتصنيفها ووصفها وتحليلها تحليلاً إجمالياً. وغايته مِن ذلك أن يؤدي عمله هذا إلى إثارة سؤال في منتهى البساطة مفاده التالي: أي واحدةٍ من تلك النظريات تستجيب لمفهوم «الجمهورية الإسلامية»؟ عن هذا السؤال يدع الجواب لأبحاث مقبلة.

ومع صدور هذا الكتاب بالعربية يكون قد مضى على مؤلّفه حوالي العام نزيلاً في سجن إيفين. ولعلّه من المفيد أن يعرف القارئ الكريم بأنّه ما إن نشرت هذه البحوث في إحدى الفصليات حتّى صدر قرار بحرمان صاحبها من التدريس في المدرسة الفيضية (الحوزة العلميّة) في قم المقدسة. وعندما قامت أسبوعية بهمن بنشره للمرة الثانية على هيئة مقالات متسلسلة حُجِبَت عن الصدور. وعندما صدرت في كتاب منع صاحبها من التدريس في الجامعة. وعندما تجرأت أسبوعية الطريق الجديد على نشر سلسلة مقالات للمؤلف تحت عنوان «الحكومة الولائية» أوقفت بالضغط والإكراه. وبعد فترةٍ وجيزة اقتيد الفقير إلى ربّه إلى السجن ولمّا يزل فيه.

رغم هذا جميعاً فالمؤلف على استمساكه بنهج أبي الأحرار، الإمام علي (ع)، لم يحد قيد أنملةٍ عن رأيه الداعي إلى رفع مكانة فكر الجمهورية الإسلامية وتطهير هذا الفكر من آفة الاستبداد الديني، وعلى يقينه بأنّ سلامة السلطة السياسية، لا سيّما متى ما خالطتها صبغة دينية، رهن ببقائها قيد الرقابة والمساءلة، وعرضة للنقد الحر.

ختاماً لا يسعني إلا أن أزجي الشكر إلى الصديق محمّد صادق الحسيني لما بذله من همة في سبيل أن يرى هذا الكتاب النّور بالعربية، ولدار الجديد التي يُشرفني أن ينضمّ كتابي إلى قائمة منشوراتها، آملاً أن يُعينني القرّاء الكرام بانتقاداتهم ونصائحهم. وأوّل دعواي وآخرها أن الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه.

م. ك.

سجن إيفين – طهران

15 شعبان 1420 هـ

[24 تشرين الثاني 1999]

***

الترجمة الثانية لهذا الكتاب:

_ الشیخ محسن کدیفر، نظریات الدولة فی الفقه الشیعي (مع مقدمة نقدیة)، ترجمة الدکتور الشیخ محمد شقیر، دارالهادي، بیروت، 2004م، 215 صفحة.

صدرت هذه الترجمة عن ناشر قريب من الجمهورية الإسلامية، وفي حينها لم يكن المؤلف في السجن. ولا يوجد أيّ عذرٍ لتبرير عدم استحصال موافقته واستئذانه لنشر هذه الترجمة. كان بإمكان الناشر أو المترجم أن ينشرا انتقادهما على الكتاب بنحوٍ مستقل. المقدمة النقدية القصيرة التي تسبق نصّ الترجمة هي في الدفاع عن النظرية الرسمية التي تتبناها الجمهورية الإسلامية. لم يلتفت المترجم والناشر مطلقاً إلى الترجمة الأولى للكتاب. وفي ظهر الغلاف أدرجَت مؤلفات المترجم على أنّها من أعمال المؤلف!

كلا الناشران لم يضبطا اسم المؤلف بالعربية واجتهدا في ذلك وأدرجا كديفر بدلاً عن كديور!

***

ولا بد من الإشارة أيضاً إلى الترجمتَين التاليتَين، إذ أنها تعتمد التحرير الأوّل للنصّ الأصلي، الذي صدر على هيئة مقال:

– نظریات الدولة في الفقه الشیعي المعاصر، [ترجمة حرة للتحرير الأول لمقال: نظریه های دولت در فقه شیعه همراه با توضیحات و نقد]، 10 حلقات، إعداد خالد توفیق، کیهان العربي، طهران، 3 رجب إلى 9 رمضان 1416.

– نظریات الدولة في الفقه الشیعي، [ترجمة مقال راهبرد]؛ مجلة القضایا الاسلامیة، العدد السادس، 1419، صص 56_109.

 

ايلول ٢٠١٩