مخاصمة الحكمة وانعدام الأخلاق

مجموعة آثار آقا علي المدرّس الصّادرة عن المَجمَع العالي للحِكمة الإسلامية في دائرة النقد

إسن، ألمانيا: منشورات اندیشه نو، 2020

ISBN: 978-3-948894-01-6

كتابات ونصوص آقا علي المدرّس الطهراني، ابن الملّا عبد الله المدرّس الزنوزي (1818-1889م)، أكبر فيلسوف في العهد القاجاري، قد صدرت مُنقّحةً لمرَّتَين على مدى تسعة عشر عاماً، وبالوصفِ الآتي:

«مجموعة مصنّفات الحكيم المؤسس آقا علي المدرّس الطهراني، 3 أجزاء، تقديم وإعداد وتنقيح وتحقيق: محسن كديور، طهران: منشورات اطلاعات، 1999».

«مجموعة آثار آقا علي المدرّس الزنوزي (حكيم طهران)، 5 أجزاء، لجنة الاحياء والتصحيح في المَجمَع العالي للحكمة الإسلامية، قم: منشورات حكمت إسلامي، 2018».

يعنى هذا الكتاب بدراسة ونقد الإصدار الثاني لهذه المصنّفات، بقلم محقق الإصدار الأوّل، وبعنوان مخاصمة الحِكمة وانعدام الأخلاق. ويقدّم الوثائق والشواهد على السرقة العلميّة والتجاوز على الحقوق المعنوية واهدار بيت المال، ومن ثمّ ضعف العمل المنجَز لدى «المَجمَع العالي للحِكمة الإسلامية». لقد عمل سبعة عشر شخصاً من المصححين المبتدئين (ومن دون رئيسٍ للتحرير) على اخراج ونشر مجموعة الآثار الصادرة في عام 2018، وبدعمٍ ماليٍ سنويّ من الحكومة يبلغ المليارات من التومانات.

لم يرد أيُّ ذكرٍ لمحقق مجموعة المصنّفات الصّادرة في 1999 في كلّ هذه المجلّدات الخمسة، ولو «لمرّة واحدة»! وإن كتابه، الذي كان مِن المتيقَّن المَبنى الأساس عند تحرير مجموعة الآثار 2018، لم يُدرَج في أيّ واحدةٍ من «قوائم المصادر في هذه الأجزاء الخمسة». لم يجد القائمون على إصدار مجموعة الآثار 2018 أيَّ «ميزة أو نقطة إيجابية» في المجلّدات الثلاثة من مجموعة المصنّفات 1999 ليذكروها ضمن عملهم. في حين أن مجموعة الآثار 2018 في خمسة وعشرين عنواناً من مصنفات آقا علي المدرّس قد اعتمدت مجموعةَ المصنّفات 1999، وأفادت منها وأنكرت فضلها.

وفي الدورة الثامنة عشرة «لأفضل كتاب في السنة في إيران»، اختارت لجنة التحكيم في قسم الفلسفة الإسلامية مجموعة المصنّفات ليكون كتاب السنة في هذا القسم. وقبل اعلان النتائج الرسمية في شباط 2001 أمر قائد الجمهورية الإسلامية وزير الثقافة والإرشاد بأنْ يحذف هذا الكتاب مِن ضمن الفائزين، واقتُصِرَ أمره على إدارجه ضمن قائمة «الكتب الجديرة بالتقدير»، بحجّة أن «المجرم لا يُعطى جائزة، وأن يكون المرء مُجرماً في النظام الإسلامي إنما هي وصمة عار للأبَد». ففي حينها كان كديور قد أفرِجَ عنه من «سجن ولاية الفقيه» حديثاً بعد أن تحمّل الحبس لمدّة ثمانية عشر شهراً. تطرّق تمهيد هذا الكتاب إلى مستندات هذا النقض البیّن للقانون (والدین والأخلاق)، وإلى قضية تأسيس «وحدة الحشود الطلابية للعلوم العقلية في الحوزات العِلمية» الساعية إلى «إخراج الفلسفة الإسلامية من أيدي غير المختصين».

بالنظر إلى فرض الحظر المطلق على أعمال وكتابات كديور في إيران منذ عام 2009، فإن هذا الكتاب هو الكتاب الورقي الأوّل الذي يصدره في غربته الغربيّة لدى منشورات (انديشه هاى نو) في ألمانيا. للحصول على نسخة من الكتاب يرجى زيارة موقع الناشر. وهنالك كتب جديدة أخرى للمؤلف ستصدر تباعاً لدى هذا الناشر.