اغتيال سليماني، خطأ خطير

 

تأتي عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني على يد حكومة ترامب مخالِفةً لموازين حقوق الإنسان والقانون الدولي، وناقضة لسيادة الدولة العراقية، ومتسببة بمزيدٍ من التوتر في الشرق الأوسط، ومضرّة بالحراك الداعي إلى التغيير في الداخل الإيراني، وحتّى أنّها على خلاف المصالح القومية الأمريكية. فالسَّلام والأمن لا يتحققان بالعُنفِ والاغتيال.

يتضمّن هذا المقال أربعة أقسام:

–  الارهابي أم الشهيد؟

– الأبعاد الثلاثة لأعمال سليماني،

– اغتيال سليماني خطأ جسيم،

– الواقعيات والمقدورات.

أرحّب بكلّ الانتقادات والمقترحات.

الإرهابي أم الشهيد؟

قُتِل اللواء قاسم سليماني (و: 1957) في اليوم الماضي مع عشرة أشخاص آخرين من ضمنهم أبو مهدي المهندس (و: 1955) نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق، وذلك إثر قصف طائرة مسيّرة أمريكية في مطار بغداد الدولي. نُفّذت عملية الاغتيال بأمرٍ مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد زعم وزير الخارجية الأمريكي بأنّ سليماني كان يخطط لشنّ حملة جديدة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة. وترى الحكومة الأمريكية بأن سليماني قد تسبب باغتيال المئات من الأمريكيين في الشرق الأوسط، حتّى أنّها جعلت فيلق القدس (بالإضافة إلى الحرس الثوري) في قائمة المجموعات الإرهابية، معلنةً عن سليماني بوصفه قائد الإرهابيين. ومن جانب آخر بدا رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الذي يتوقَّع كثيراً بأن أجهزته التجسسية لعبت دوراً كبيراً في توفير المعلومات الاستخباراتية للقوّات الأمريكية لتنفيذ هذه الضّربة، بدا الأكثر سروراً من هذه الحادثة.

ومن وجهة نظر الجمهورية الإسلامية يُعد سليماني شهيد محور المقاومة الدولية الذي لعب دوراً أساسياً في حروبٍ خارج الحدود ضدّ الصهيونية والامبريالية، حتّى نال وسام ذوالفقار من لدن المرشد، وهو أعلى وسام عسكري في تاريخ الجمهورية الإسلامية، ولم يُعطَ لأيّ شخص آخر. مِن المؤكَّد أن اللواء سليماني يُعد الشخصية الإيرانية الأكثر شعبية، والأكثر بكثير مِن كلّ السياسيين الإيرانيين، فإنّه كان مدافعاً عن استقلال إيران وعن سلامتها الإقليمية، وقد ضحّى بنفسه في هذا الطريق، وله صحيفة أعمال مقبولة لدى كثيرٍ من الإيرانيين، وحتّى لدى الساخطين على الحكومة. إعلان الحِداد العام لثلاثة أيّام في إيران والتشييع المهيب في العراق وإيران (في الأيّام القادمة) خير دليل على الاحترام العميق الذي يكنّه له الشيعة، بل المسلمون في المنطقة، والإيرانيون الوطنيون. لقد كان سليماني قائداً عسكرياً شجاعاً ومنظبطاً ومدبّراً ومقتدراً، ومن الطبيعي أن تكون له كلّ هذه الشعبية.

الأبعاد الثلاثة لأعمال سليماني

يمكن تقسيم أعمال اللواء سليماني على ثلاثة أقسام:

القسم الأوّل، الأعمال الرامية إلى تحقيق المصالح القومية الإيرانية:

أوّلاً: قاد سليماني خلال فترة الحرب مع العراق كتيبة ثار الله 41 بمحافظة كرمان، وإن الشعب الإيراني مدين للشهيد اللواء سليماني لبسالته وتضحياته. ثانياً: إبّان ظهور عضال داعش الخبيث في العراق وسوريا كان اللواء سليماني القائد الأكثر تأثيراً في دحر مجاميع داعش الإرهابية. ومن هنا نال شهرةً عالمية، وحظي بمكانةٍ ليس لدى الإيرانيين فحسب، بل لدى كثيرٍ من سكّان الشرق الأوسط؛ وإنّي أرى أن السّلام والأمان في الشرق الأوسط، بل في العالم، مَدين مِن هذه الناحية للشهيد اللواء سليماني.

القسم الثاني يتضمّن أعمال اللواء سليماني في خارج الحدود. تولّى سليماني منذ عام 1997 قيادة فيلق القدس، وهو قطّاع عسكري في الحرس الثوري، يختصّ بالعمليات العسكرية في خارج إيران. لا يوجَد بين القادة العسكريين في الجمهورية الإسلامية أيّ أحدٍ قد تولّى القيادة لمدّةٍ طويلة كهذه. وفي فترة قيادته توسَّع فيلق القدس كثيراً، وتحوّل إلى الجهاز العسكري الأقوى والأكثر تأثيراً في المنطقة. إذ لعب دوراً رئيسياً في الحرب مع طالبان في افغانستان، وفي تنظيم حزب الله اللبناني في حربه مع اسرائيل، وفي تنظيم القوّات العراقية بعد سقوط صدام، وفي تنظيم القوّات السورية للدفاع عن بشار الأسد، حتّى يمكن القول بأن اللواء سليماني إنما هو المهندس الرئيس للسياسة الهجومية الرامية إلى تصدير الثورة الإيرانية في الشرق الأوسط.

يمثّل سليماني من هذه الناحية الذراع الأقوى لدى الخامنئي، والمسنود من الإيرانيين الأصوليين في الغالب، وبالتأكيد كان يحظى بتأييد كثيرٍ من التيارات الوطنية في خارج إيران. بيد أن لهذا القسم من أعماله نقّاد ومناوئين أيضاً. معارضة الدكتاتور السوري بشار الأسد هم الأكثر كرهاً لسليماني. وهكذا بعض التيارات القومية العراقية التي لا ترغب بالوصاية الإيرانية تُعد من الأطراف الناقدة لسليماني. وكذلك المعارضون الإيرانييون لمغامرات الجمهورية الإسلامية في المنطقة لا يدعمون سليماني. أمّا المثلث المقيت، المتمثل بترامب الأمريكي ونتنياهو الإسرائيلي وبن سلمان السعودي، فإنّه يعدّ سليماني عدوّهم الأكثر رعباً، ويعرّفونه بوصفه قائد الارهابيين. للإرهاب من وجهة نظر الحكومة الأمريكية تعريف خاص: الإرهابي هو كلُّ من يضرّ المصالح الأمريكية والإسرائيلية وحلفائهما. والطريف هو أن منظمة مجاهدي خلق، رغم سوابقها، قد حُذِفَت من قائمة الأرهابيين لدى الخارجية الأمريكية، ولكنّ فيلق قدس وسليماني يُعدّون إرهابيين.

القسم الثالث من أعمال سليماني تشمل السياسة الداخلية الإيرانية من منطلقات أصولية، وأشير بهذا الصدد إلى مثالَين. يعود المثال الأوّل إلى تموز 1999، حين كتب سليماني بمعيّة ثلاثة وعشرين شخصاً من قادة الحرس الثوري رسالة تهديدٍ إلى الرئيس الإيراني الإصلاحي محمّد خاتمي، ولم يسحب توقيعه على هذه الرسالة أبداً. وعمله الآخر بهذا الصدد هو جلب الدكتاتور السوري بشار الأسد إلى طهران في العام الماضي للقاء بخامنئي، فقد قام بذلك من دون أيّ تنسيق مع وزير الخارجية ومن دون حضوره، الأمر الذي أدّى إلى أن يقدّم الوزير اسقتالته. لقد مثّل سليماني حقّاً الشخص الثاني في النظام الإيراني خلال العقدَين الأخيرَين. ورغم كلّ الأحوال كان سليماني مطيعاً محضاً لخامنئي، ولم يكن له أدنى تعارضٍ مع منهج قائد الجمهورية الإسلامية وسلوكه، إذا لم نقل قد كان أكثر تشدداً منه.

بالنظر إلى المحاور الثلاث آنفة الذكر لم يكن اللواء سليماني شخصيّة متسقة من كلّ الجوانب حتّى يمكن تأييده أو تخطئته. وأنا بصفتي إيراني وطنيّ أترحَّمُ على روح الشهيد اللواء قاسم سليماني في البُعدِ الأوّل، وأسألُ له الرحمة والرضوان. وأعد أعماله في البُعد الثاني بالغة الأهميّة، بيد أنّه كان مُنفّذاً لسياسات خامنئي، وإنّ لي انتقادات أساسية لعموم هذه السياسات وما زلتُ كذلك. وفي البُعدِ الثالث أنتقد أعمال سليماني، وأعد تدخّل العسكريين في السياسة من أيّ جانبٍ سُمّاً فتّاكاً.

 

اغتيال سليماني، خطأ جسيم

أرى أن اغتيال اللواء سليماني كان عملاً خاطئاً ومثيراً للمشاكل والأخطار. يحاول الرئيس الأمريكي ترامب التهرّب من معضلة الاستجواب ومشكلة الانتخابات الأساسية لولايته الثانية في تشرين الثاني 2020، ولذلك أراد الحصول على ورقةٍ رابحةٍ. ورغم أنّه يدّعي في خطاباته وفي مواطن عدّة بأنّه من دُعاة السّلام، فإنه قد قام بواحدةٍ من أكثر الأعمال استفزازاً وإثارةً للتوتر، إذ تُعد شرارةً في بارود الشرق الأوسط المتوتر. إن ترامب مع حاشيته الساعية إلى الحروب بتعويلهم على التفوّق العسكري الأمريكي، وبعد فرض عقوبات منهكة، أو بعد ممارسة حرب اقتصادية، قد دشَّنوا الحرب العسكرية باغتيالهم سليماني ورفاقه. يظنّ ترامب ووزير خارجيته بأن إيران قد أنهكتها العقوبات الاقتصادية ولا تقدر على الرد، وإن الولايات المتحدة بإمكانها فرض إرادتها عليها.

ومن وجهة نظر القانون الدولي والمصالح القومية الأمريكية أيضاً لا يمكن الدفاع عن اغتيال سليماني والقادة العسكريين المرافقين له. فقد أعلنت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات التعسفية بأن عمل الحكومة الأمريكية طبقاً لموازين القانون الدولي غير مبرر، ويمكن ملاحقته قانونياً. ولنا أن نتسائل هنا: في أيّ محكمةٍ دوليةٍ حوكِم سليماني وسائر القادة وحُكِمَ عليهم؟! إذا كانت الدول تتهم مخالفيها وتعاقبهم بنحوٍ غير قانوني فإنّه مصداق للفوضى والبلطجة. وللأسف تمتلك الحكومة الإسرائيلية وكذلك الجمهورية الإسلامية في إيران ملفّاً أسودَ في هذا المجال. يسود الولايات المتحدة دستور يدعو إلى حماية حقوق الإنسان، ولكن رئيسها يقوم بمثل هذا الفعل الهابط، وهذا ما يدعو للأسفِ الشديد. فعلى هذا الصعيد أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي الذي يمثل الديمقراطيون فيه الأغلبية بأنّ على رئيس الجمهورية استشارة البرلمان واستئذانه، معبّرةً عن هذه الاغتيالات بأمورٍ مثيرةٍ لمزيدٍ من التوتر في المنطقة.

لا يدعم الرأي العام الأمريكي أيّة حرب أخرى، ويتخوّف الأمريكيون جدّاً من خسائر القوّات الأمريكية، ويتحتّم على ترامب أن يأخذ ذلك بنظر الاعتبار لضمان بقاءه في رئاسة الجمهورية. إن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وعدم احترامه توقيع الرئيس السابق باراك اوباما، ومبادرته الاستفزازية الأخيرة إلى جانب دعاويه الفارغة في نشر السّلام قد رسمت عنه صورة شخصٍ غير موثوق أمام العالم، (سواء لدى الأمريكيين أو غير الأمريكيين). لا تمتلك وزارة الخارجية ولا وزارة الحرب الأمريكيتَين أيَّ تحليل سليم للجغرافيا السياسية في إيران والعراق والشرق الأوسط، وإن الطريق الذي يسلكه ترامب لا يؤدّي إلى السّلام والأمن في الشرق الأوسط. فمثل هذه الأعمال تفاقم المشاكل والتوتر، وفي حال قيام إيران بفعل انتقامي سيؤدّي الأمر إلى سقوط مزيد من الضحايا.

تترتَّب على عملية اغتيال سليماني ومرافقيه جملةً من العواقب، منها:

أولاً: إثارة مزيد من التوتر في المنطقة، مع احتمال الانتقام المرتقب الذي ستقوم به إيران؛ ردة فعل الولايات المتحدة على ذلك، واستمرار عجلة العنف الدامية والمعيوبة التي تضرّ بمصلحة الشعبَين الإيراني والأمريكي، وكذلك الشعب العراقي. ثانياً: ممارسة مزيد من الضعوط على الداعين إلى الاصلاح والتغيير وحُماة دولة القانون والديمقراطية في إيران بحجّة ظروف الحرب والخناق، وممارسة مزيد من القمع. لا تسهم عمليات الاغتيال والعنف والبلطجة في استقرار حقوق الإنسان والديمقراطية ودولة القانون. ثالثاً: تساعد مثل هذه الضغوطات الحكومة الإيرانية للتخلص من ضغوطات الرأي العام والدولي بخصوص عمليات القتل التي طالت المتظاهرين في تشرين الثاني الماضي، إذ تدخل تلك القضية المريرة طيّ النسيان! رابعاً: تؤدي هذه الأعمال المتهورة والمنافية لحقوق الإنسان إلى إثارة مزيدٍ من الاضطرابات في العراق، حتّى يصبح احتمال اندلاع حرب أهلية في ظلّ غياب حكومة مركزية قويّة أمراً متوقّعاً، وستضعف الكفّة الأمريكية بشدّة في الحكومة العراقية القادمة. خامساً: لا يعدم –مع شديد الأسف- احتمال الظهور الجديد للجماعات الإرهابية في العراق وسوريا. سادساً: تتزايد التوجهات المعادية للولايات المتحدة بين النّاس في إيران والعراق بسبب عمليات الاغتيال المجحفة الأخيرة. ويا تُرى هل فكّر مخططو عملية اغتيال سليماني بعواقبها السلبية؟!

 

الواقعيات والمقدورات

يجب الانتباه إلى جملةٍ من الواقعيات. أولاً: أولوية المصالح القومية الإيرانية على أيّ شيء؛ ثانياً: المعاناة الشديدة التي تسببتها العقوبات المنهكة المفروضة من ترامب على الشعب الإيراني؛ ثالثاً: مغامرات الجمهورية الإسلامية في المنقطة التي ينفذها فيلق القدس لا تنسجم لأسباب عدّة مع المصالح القومية الإيرانية، وإن الاستمرار بهذه المغامرات سينجم عنها خسارات فادحة للشعب الإيراني، من قبيل الفقر المضاعَف وانهيار البُنى التحتية المتوافرة في اقتصاد البلد؛ رابعاً: القدرات الاقتصادية والعسكرية لدى الجمهورية الإسلامية لا تسمح للنظام بالمضي في أهدافه الطوباوية، وإن الواقعية والاعتناء بالمقدورات المتوافرة ستفرض جملةً من الحلول من قبيل تجرّع كأس السُّم أو المرونة المعبَّر عنها بالبطوليّة. وإن أيّ قرار تروم الجمهورية الإسلامية اتّخاذه سوف لا يسعها تجاهل هذه النقاط الأربع.

إن أوّل خطوةٍ لحلّ مشكلة الشرق الأوسط تتمثّل بخروج الولايات المتحدة من الأراضي العراقية. وعلى البرلمان العراقي أن يكون سبّاقاً في هذا الأمر لتقرّ الولايات المتحدة رسمياً بالسيادة الوطنية العراقية. وبإمكان المرجعية الدينية في النجف أن تكون سنداً لنوّاب الشعب في هذا الأمر المصيري. وعلى الجمهورية الإسلامية أيضاً الاعتناء بحلّ مشاكل شعبها، وأن تكفّ عن مغامراتها في المنطقة. فلا الولايات المتحدة قادرة على تغيير النظام الإيراني، ولا الجمهورية الإسلامية قادرة على تحقيق أهدافها الطوباوية في المنطقة. والحلّ الوحيد هو التفاوض بين إيران وأمريكا، وإعطاء الامتيازات واستحصال الامتيازات، مع مراعاة المصالح القومية بنحو كامل، فهذه هي طريقة الربح المتبادل. لم تكن المفاوضات على مدى التاريخ بين الصلحاء والملتزمين بالأخلاق، ولطالما كان التاريخ بيد السلطويين عديمي الأخلاق. بيد أن الأمر المهم هو التشبث بالمصالح القومية والحرص على عدم ضياعها.

إن الانتقام بطبيعة الأمر حقّ من الحقوق، ولكن يجب احتساب عواقب الانتقام في ضوء المصالح القومية وأضراره المحتملة. يمكن من خلال التسامح ورحابة الصدر تحويل الموقف المرير الراهن إلى امتياز كبيرٍ لصالح الشعب الإيراني، وأن تُزاح عجلة العنف المعيوبة من أجل استيفاء المصالح القومية الإيرانية من خلال إعادة النظر في الأمور والظروف التي أدَّت إلى الاغتيالات الأخيرة. لم تكن مداهمة سفارة أيّ بلدٍ عملاً لائقاً، ويبدو أن مهاجمة السفارة الأمريكية في بغداد، وكتابة شعار «سليماني قائدنا» على جدران السفارة كان فخّاً. أَ لَمْ يحن الوقت أن نميّز أضرار أيّ مبادرة عن فوائدها وقبل القيام بها؟ إن توقّع اعتماد العقلانية والمهنية واحتساب المنافع والأضرار في السياسات العامة لا يُعد مطلباً كبيراً وصعباً.

لا أرى -للأسف الشديد- في كلا الطرفَين، سواء في ترامب أمريكا، أو في خامنئي إيران، لا أرى فيهما أيّ بصيص أملٍ وعقلانية. بيد أنّي لستُ يائساً، وإن اعتماد العقلانية في الدقيقة التسعين ليس من المستحيل! أسأل اللهَ تعالى أن يختم لنا عواقب أمورنا على خير.

 

4 كانون الثاني 2020