الوقوف بالضدّ من عسكرة الحرم الجامعي وقمعه
نحن ندين عسكرة الجامعات وقمع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، ونطالب بإنهاء «الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تدعمها الولايات المتحدة ضدّ الفلسطينيين»، ونطالب أيضاً بـ«الكشف عن العلاقات الاقتصادية/ الاستثمارية [بين الجامعة] وإسرائيل وسحب هذه الاستثمارات»، و«إعادة النظر في هذه العلاقات الاقتصادية».
الأساتذة والموظفون الداعون إلى العدالة من أجل فلسطين في جامعة ديوك
7 أيار/ مايو 2024
في یوم 4 مايو 1970، تسبب الحرسٍ الوطني في ولاية أوهايو بمقتل أربعة طلاب من ولاية كينت وإصابة تسعة آخرين. كان هؤلاء الطلاب، وإلى جانب طلاب آخرين في جميع أنحاء البلاد، يحتجّون على قرار حكومة الولايات المتحدة بتصعيد حربها على فيتنام من خلال غزو كمبوديا. وبعد أحد عشر يومًا، في 15 مايو 1970، قتلت الشرطةُ طالبين من كلية جاكسون ستيت في ميسيسيبي وأصابت 12 آخرين بالقرب من مظاهرة أخرى مناهضة للحرب. كانت هذه الأعمال التي تمارسها قوات الشرطة تجري تحت عنوان [استقرار] «القانون والنظام»، وهو منطق العنف العنصري الذي ترعاه الدولة في الوقت الراهن والذي يندرج في عصرنا تحت طائلة «الحفاظ على الأمن». تمثل هذه الذكرى السنوية معالم تاريخية للحراك المناهض للعنصرية، وعنف الشرطة، وتفشي الفقر، والأعمال والبرامج المنسجمة مع مبدأ الحرب في الداخل والخارج بدلاً عن رفاهية الشعوب والبيئة “هنا” و”هناك”.
نحن نكتب هذا البيان في وقت نقارعُ هنا في الولايات المتحدة الأمريكية نماذج مناظرة لِلقمع [يمارسها أصحابُ القرار] في الجامعة والحكومة، ونعاني من قمعٍ بمستوى الحرب، ليس في خارج الحدود فحسب، بل في الداخل أيضاً. ونواجه بضراوة أيضاً تصدي القوات المسلّحة لإقامة الخيم الجامعية والنشاطات الطلابية المناهضة للإبادة الجماعية والداعمة لتحرير فلسطين في عموم البلاد، ولم نشهد هذا النوع من العنف منذ أجيال عدّة.
والجدير بالذكر أن المحفّز والسبب في انطلاق هذه الحركات الاحتجاجية والانتفاضات هو الدعم المستمر الذي تقدّمه حكومة الولايات المتحدة و[أصحاب القرار] في الجامعات للعنف الإسرائيلي المطلق ضد الفلسطينيين في غزة وفلسطين التاريخية، الذين يقاومون بدورهم خضوعهم لنظام استعماري استيطاني [صهیوني] يحظى بدعم الغرب منذ نشوئه.
بالقرب من هنا، وفي 30 أبريل/نيسان 2024، قام الرئيس المؤقت لجامعة نورث كارولينا، (تشابل هيل) “لي روبرتس” ولمرتين بفتح الأبواب لقوات الشرطة غير الجامعية ليهاجموا المتظاهرين السلميين الذين خيّموا بهدوءٍ تام تضامناً مع غزة وذلك في مخيم «تراينجل» في الجامعة. مما أدى إلى تعرض العديد من الأفراد من مختلف الفئات -من طلاب وأساتذة داعين إلى السلام من جامعات (UNC) وديوك وكلية ميرديث (Meredith)- إلى الانتهاك والإيذاء والاعتقال أو الفصل.
وفي بداية شهر مايو 2024، في دورهام، المصادف لـ”عيد العمال” أو يوم العمال العالمي، رحب العديد من هؤلاء المتظاهرين والمئات غيرهم بمسيرة “جمعية عمّال دورهام” الداعية إلى زيادة الأجور ووقف إطلاق النار في غزة وذلك في الحرم الجامعي الشرقي لجامعة ديوك، ليؤكدوا بذلك أن مسألة الرفاهية قضيّة جماعية، وإنَّ التعدي على حدود وحرم الجامعة والمدينة ومن قبل القائمين على “أعمال القمع وتفشّي الفقر” قد تجاوز حدوده.
وبطريقة شنيعة، نسقت [إدارتا] المدينة والجامعة لإغلاق حرم جامعة ديوك بحواجز الشرطة وذلك من أجل التصدي لعملية تعبئة وتوحيد الاحتجاجات وفي أثناء الائتلاف بين المدينة والجامعة عند الدخول إلى الحرم الجامعي الشرقي لجامعة ديوك.
إن هذه الإدارات التنفيذية [الجامعية] والحكومية لا تمثل إرادة الأشخاص الذين يشكلون جامعاتنا ويديرونها -مِن طلاب وموظفين وأعضاء هيئة تدريس، والعمّال قاطبة- فنحن ندعو إلى وضع حدّ للتواطؤ المؤسسي الذي يساهم في العنف الإسرائيلي الذي لا يطاق والذي يُرتكب ضد الشعب الفلسطيني. لقد أدت هذه الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين إلى التعمد في مقتل عشرات الآلاف من الأطفال والشباب والمعلّمين والعمّال والفنانين؛ وإصابة مئات الآلاف جسديًا؛ وصدمات نفسية لأجيال وشعب بأكمله؛ وتدمير البيئة والبنية التحتية.
ومثلما يرى الطلابُ الفلسطينيون مستقبلهم مدمرًا في موطنهم، نرى نحن -الطلاب الأمريكيين- أيضًا الآن أنَّ التعليم والحقيقة قد انتُهكا من قبل العنف المؤسساتي والممارسات الانضباطية والسلوكية بهدف إسكات صوت التضامن مع حرية فلسطين ولخلق الرعب في الآخرين.
1- نحن نطالب جامعة ديوك بالكشف عن شركاتها المملوكة والتخلي عن جميع المشاريع المالية والأكاديمية التي تدعم المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني، وتوجيه مشاريع الاستثمار لصالح العمّال الذين يجعلون [بأعمالهم] مجتمعاتنا أماكن يمكن أن نسمّيها «موطناً».
2- نحن نطالب بالالتزام بالتفكير الحر والتصريح بالمعارضة في داخل الحرم الجامعي وخارجه.
3- نحن نطالب بإلغاء التدخل العسكري/الأمني وإخضاع الحرم الجامعي لِلرقابة.
4- نحن نطالب بالإفراج والعفو عن جميع المتظاهرين الذين وقفوا بشجاعة في وجه [الضوابط الرسمية] التعليمية، متصدّين إلى أن تكون مؤسساتنا التعليمية منتفعة من المشروع الاستعماري الاستيطاني [الصهيوني] في فلسطين والإبادة الجماعية الإسرائيلية.
5- نحن نطالب بأن تكون الجامعات أماكن للدراسة والتدريس، وأن تكون ملتزمة بتحسين الواقع والظروف، لها ولِلعالَم أجمع.
فلسطين حرة حرة.