حلول للإنقاذ الفوري لإيران

إن إسرائيل في مسار سعيها نحو رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط دخلت في حرب ضدّ بلدنا وخلافاً لمعايير القانون الدولي كافة، مستخدمةً أحدث الأسلحة الأمريكية والأوربية. لقد تكبّدت البُنى التحتية في البلاد خسائر كبيرة في الأيام الخمسة الأخيرة وإنَّ عدداً من المواطنيين المدنيين والعلماء النووين والقيادات العسكرية العليا راحوا ضحيةً لهذا العدوان. ما كان لإسرائيل الإمكانية الكافية لإِعداد هذا الهجوم العدواني من دون التنسيق مع الولايات المتحدة. أمّا في إيران فإن القدرات الصاروخية والقوّة الدفاعية محدودة، وإن كثيراً من أفراد الشعب ساخطين جداً على أداء الجمهورية الإسلامية.

لا شكّ في ضرورة إصلاح نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، ولكنَّ هذا الإصلاح يجب أن يتم من خلال الشعب الإيراني ومع مراعاة المصالح الوطنية واستقلال إيران وسلامة أراضيها. أنّى لِنتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي السفّاح الذي يُعدّ مجرم حرب ومطلوب لِلعدالة بحسب قرار محكمة لاهاي الدولية- أنّى له أن يجلب الديمقراطية والحرية لِلشعب الإيراني؟! الطاقة النووية ليست سوى ذريعة، فسيادة إيران وقوّتها العسكرية وسلامة أراضيها واستقلالها هو الهدف. بالنظر إلى الواقع المرير المتمثل في بلطجة القوى العالمية وتجاهلها لِلمعايير القانونية -ناهيك عن الأخلاقية- من جهة، و«القدرات الوطنية» من جهة أخرى، فإننا نعرض على النخبة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية ومواطنينا الشرفاء الحد الأدنى من الأفكار والمقترحات وبالنحو الآتي:

أولاً: الدعوة إلى وقف إطلاق النّار مؤقتاً: العدوان الإسرائيلي على إيران ما هو إلا حرب مفروضة، والدفاع المشروع حقّ مكفول ومسلَّمٌ به لإيران. مع ذلك فإن المقترح الفوري الرامي إلى «إيقاف إطلاق النّار مؤقتاً» يمثّل العمل الأكثر عقلانية في الظروف الخطيرة الراهنة. إذ أن وقف إطلاق النّار يحدّ من تدمير البُنى التحتية ومن وقوع المزيد الضحايا البشرية، ويمثّل فرصةً لإيجاد حلول جادّة.

ثانياً: المفاوضات المباشرة مع أمريكا: استئناف المفاوضات مع أمريكا، وهذه المرّة بنحو مباشر وصريح. فقد يمكن الدفاع عن المصالح الوطنية بدبلوماسية قويّة بالاستناد إلى الإمكانيات الوطنية وبعيداً عن النزعات المثالية والأوهام.

ثالثاً: المرونة في التخصيب. الطاقة النووية حقّ مكفول ومسلَّم به لإيران. ولكن الأهم من ذلك حفظ إيران وحفظ أرواح المواطنين والبنى التحتية في البلد. ليس لأيّ أحد أن يسلب العلماء النوويين الإيرانيين العلوم الخاصة بالطاقة الذرية. فلذا يمكن –بنحو مؤقت- التنازل عن جزء من التخصيب وذلك من أجل تحقيق المزيد من المصالح الوطنية.

رابعاً: مصالحة الجمهورية الإسلامية مع الشعب: ينبغي أن يشهد النّاس تغييراً ملموساً في سياسات النظام العامة. وقد يتسنّى ذلك بجملةٍ من الخطوات العاجلة: رفع الاحتجاز والإقامة الجبرية غير القانونية على المحاصرين، الإفراج عن السجناء السياسيين، إطلاق حرية الصحافة طبقاً للدستور النافذ.

خامساً: إجراء استفتاء لتعديل الدستور: ينبغي إجراء «استفتاء» في أوّل فرصة مناسبة بشأن أهم قضايا البلد، بما في ذلك تعديل الدستور وتحديداً حذف مبدأ ولاية الفقيه المطلقة في نصوصه.

نأمل أن يؤدي تحقيق هذه المطالب الخمسة إلى تمهيد الطريق من أجل لحفاظ على السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال والحرية واحترام المصالح الوطنية.

مسعود أدیب، حسن یوسفي أشکوري، عبدالعلي بازرگان، أحمد عابدیني، حسن فرشتیان، و محسن کَدیوَر

17 حزيران 2025

باللغة الفارسية

باللغتين الإنجليزية والفرنسية