دفاع مطلَق عن إيران
إلى الشعب الإيراني النبيل:
نحن نمرّ بأيامٍ عصيبة. فقد شنّ النظام الإجرامي الإسرائيلي عدوانه على أرضنا العزيزة، إيران، وسقط المواطنون العزّل، والعلماء، والعسكريون مضرجين بدمائهم. ولطالما كان أعداء هذا الوطن يتربصون به. فعداء القوى المتسلّطة وجرائم النظام الإسرائيلي السفّاح والمزيّف، بما تحمله من مؤامرات متتالية، كانت ولا تزال تهديدًا دائمًا للشعوب المستقلة. لكن ما زاد من وقع هذا التهديد هو سوء الإدارة، والاستبداد، والفساد، والتغلغل الداخلي؛ وهي عوامل أدّت إلى تآكل الثقة العامة، وتضاؤل رأس المال الاجتماعي لهذا الشعب. ومع كل هذا، فإن الوقت الراهن ليس وقتاً مناسباً لمراجعة الأخطاء والنواقص، لأنَّ وجود إيران ذاته يواجه تهديدًا صارخًا.
إيران هي بيتنا، وأرضنا، وهويتنا. وأي نقد أو خلاف لنا مع السلطة هو شأن داخلي. لكن حين يتعلّق الأمر بعدو خارجي، فنحن جميعًا صوت واحد؛ صوت الصمود. اليوم، نقف إلى جانب المدافعين عن الوطن، ونرى الوقوف إلى جانب المعتدي خيانةً لإيران. اليوم، لكل كلمة أو صمت مغزى. ومن لا يقف في وجه العدو، لا يُعدّ في صفّ إيران. العدو لا يحارب بالسلاح فقط، بل يصنع الأكاذيب، ويستهدف العقول، ويصوّب نحو روح الأمة. علينا أن نكون يقظين، نميز الحقيقة، ونُسكت الشائعات، ونقف بجانب المتضررين، ونجعل القلوب أقرب لبعضها البعض.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يشكل التماسك الوطني طريقًا لعبور هذا الظلام.
الشعب الإيراني صامد ومقاوم، وقد اجتاز نيران المحن من قبل، ونهض من تحت الرماد مراراً، ومن يُمنون أنفسَهم بتقسيم إيران سيحملون هذه الأمنيةَ إلى قبورهم.
الدفاع هو حقنا المشروع وواجبنا التاريخي. نحن جميعًا، ومن دون أي تردد، نؤيد القوات العسكرية والإجراءات الدفاعية للبلاد.
إن الشعب الإيراني العظيم، الذي تحمّل الآلام وصمد في الأزمات ومفترقات الطرق الكبرى، يستحق الاستقرار والاحترام ومستقبلًا آمنًا.
وفي هذا الطريق العسير، يتطلّع الجميع إلى حكمة وبعد نظر أصحاب القرار في الدولة. التوقع العام هو أن يُرسم الطريق نحو المستقبل بالاعتماد على العقلانية، وصون الكرامة الوطنية، وتجنّب ردود الأفعال العاطفية. سواء تم اختيار الحرب أو التفاوض، فإن أي قرار يُتخذ إذا ما استند إلى تقدير المصالح الوطنية، ومصلحة الشعب، والإمكانات الواقعية للبلد، يمكن أن يشكل مفتاحًا للأمن والاستقرار ومستقبل مشرق لإيران.
وعلى الحكّام أن يُقدّروا هذا الشعب الصبور. فالشعب هو أعمدة إيران الراسخة. تحدّثوا إليه بلغة الكرامة، وتجنّبوا التفرقة، لا تطردوا المنتقدين. فالمتملقون هم ثغرة لِلتسلل، أما النقّاد المخلصون فهم ركائز الأمن. وإذا كانت الوحدة سرّ النصر، فعلى الحكّام أن يكونوا روّاد هذه الوحدة. عليهم أن يتقبلوا تنوّع الأمة وأن يعتمدوا جميع الطاقات الاجتماعية لإنقاذ إيران. إلى جانب ذلك، فإن تعزيز الدبلوماسية واستثمار فرصة الحوار مع العالَم، من شأنه أن يكون طريقًا ذكيًا لتعزيز المكانة الوطنية وتجاوز الأزمة.
إن إيران، كطائر الفينيق، ستنهض من قلب الرماد من جديد.
مسعود أديب، حسن يوسفي أشكوري، عبد العلي بازركان، رضا بهشتي معز، رضا حاجي، حميد دباشي، سروش دباغ، عبد الكريم سروش، حسن فرشتيان، علي قدسي، حسين كاجي، محسن كَديوَر، محمد تقي كروبي، حسين كمالي، داريوش محمدبور، ياسر ميردامادي
18 حزيران 2025