بناءً على القول الأصح فإن خاتم الأنبياء (ص)، قد رحل في يوم الثاني من ربيع الأوّل في السنة الحادية عشرة من الهجرة. ويذهب إلى ذلك اليعقوبي وصاحب منتهى الآمال. الأقوال الأخرى حددت يوم الثاني عشر من ربيع الأوّل، أو شهر ربيع من دون تحديد اليوم، أو من دون تحديد الشهر واليوم في أواخر صفر أو في أول شهر ربيع الأوّل، ويوم الاثنين لليلتَين بقيتا من صفر (الإرشاد وتهذيب الأحكام). لم أعثر على رواية عن الأئمة –ولو ضعيفة- تنصّ على أن الثامن والعشرين من صفر هو يوم وفاة النبي.

يتيح هذا الموقع العربي للعرب مساحة مناسبة ليتعرّفوا على خطابٍ مغاير عن الخطاب الرسمي المعتمد لدى الجمهورية الإسلامية، الخطاب الذي ينظر للتراث الإسلامي، المتضمّن المیراث الشیعي أيضاً، من وجهةِ نظرٍ نقديّة وتاريخية، ويعارض رسمياً أيّ نوعٍ من أنواع «الحكومة الدينية» وولاية الفقيه ويساند الحكومة العلمانية لديمقراطية مستقلة. أن حركة حماس أو حزب الله أو الحشد الشعبي أو نظام بشار الأسد أو الحوثيين اليمنيين لا يحققون قطعاً أدنى تقدّم للمواطنين الإيرانيين، (أصحاب بيت المال الإيراني الحقيقيون). وفي هذا الطريق الخطير لا سبيل أمامنا سوى الإفادة من التجارب القيّمة لدى بعضنا الآخر.

لم تكن ولاية الفقيه مطلقاً النظرية الرسمية السياسية للتشيع. لقد أنكر غالب الفقهاء الشيعة رسمياً «الولاية السياسية للفقيه». الفقهاء المنكرون لولاية الفقيه، سبعة من مراجع التقليد: الآخوند محمد کاظم الخراساني، الشيخ عبدالکريم الحائري اليزدي، الشيخ محمد حسين الغروي الاصفهاني (الکمباني)، السيد محسن الطباطبائي الحکيم، السيد احمد الموسوي الخوانساري، السيد أبوالقاسم الموسوي الخوئي، و الشيخ محمد علي الأراکي؛ وسبعة آخرون من الفقهاء: السيد محمد حسين الطباطبائي، السيد رضا الزنجاني، السيد ابوالفضل الموسوي المجتهد الزنجاني، السيد رضا الصدر، الشيخ مهدي الحائري اليزدي، الشيخ محمد مهدي شمس الدين و السيد موسي الصدر.

كان الإمام الحسين بين أئمة أهل البيت استثناءً ولم يكن قاعدة. لقد بالغ التشيّع التقليدي والتشيّع الثوري كثيراً في أهمية الفاجعة الأليمة لمقتل سيّد الشهداء وأهل بيته وأصحابه في كربلاء. لم توفَّق المجالس الحسينية في ازدياد المعارف الإسلامية وترسيخ الفضائل الدينية بين الشيعة، لأنّها تمحورت أوّلاً حول تفاصيل المقتل، ولم تهدف إلى تبيين المعارف الضرورية في الدين. وثانياً لم يتقدّم الشيعة للأسف على سائر المسلمين أو غير المسلمين في تحقيق الفضائل التي بذل الإمام الحسين حياته من أجلها.

النظرية المنافسة التي تقابل نظرية العلماء الأبرار هي الإمامة القدسيّة أو فوق البشرية. النظریة الاولی تنتمي للتيّار الشيعي المعتدل وتقوم على المنهج النقدي والتاريخي، فیما تمثّل النظریة الثانیة التيّارَ الشيعي المغال المسلط وتقوم علی المنهج الدوغمائي والتقليدي. الوجه المائز بين النظريتَين فی الامامة: 1) منصب مِن قبل الله، أو من لدن النبيّ أو الإمام الذي سبقه، 2) العِلم اللدنّي أو العلم المکتسب من عند النبی، أو الإمام الذي سبقه، 3) العصمة أو التقوی، 4) دائرة الإمامة: الزعامة السياسية والولاية التكوينية ومنبع المعرفة الدينية، أو منبع المعرفة الدینیة فقط.

يتضمّن الكتاب المعنون «الإمامة، قراءات جديدة ومنافحات عتيدة، بيروت 2019» ترجمة لمقالَين منسوبَين لكديور، وأحد عشر مقالاً في نقد آرائه، والتي سبق أن صدرت خلال الفترة الممتدة بين 2007 و2010 في مجلة نصوص معاصرة. الإشكال الأهمّ في هذا الكتاب يتمثّل بمقالهِ الأوّل المدمج بنحوٍ هزيل، والذي أُدرِجَ على أنّه بقلم كديور. وبالنظر إلى الإشكالات السبعة الواردة على هذا الكتاب فإن عنوان «الكتاب المُصطَنع» يليق به. الذراع الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت يعتمدون هذه الطريقة غير الاحترافية والمنافية للأخلاق والشرع والقانون من أجل ترويج (الإمامة القدسية).